استيقظ سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، وسكان المناطق المحيطة به صباح الجمعة، على أصوات المدفعية وتجدد الاشتباكات بين الجيش اللبناني المتمركز على أبواب المخيم، وعناصر جماعة "فتح الإسلام" المتشددة التي يرجح صلتها بتنظيم "القاعدة" والمحصنة داخل مواقعها بالمخيم وبين المدنيين الفلسطينيين، في غياب تسجيل أي جديد على صعيد معالجة الوضع القائم.
ونقلت شبكات التلفزة المحلية اللبنانية صورا حية لتبادل القصف صباح الجمعة حيث شوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء المخيم، دون أن تتضح بعد حصيلة العمليات ووضع المدنيين. الاشتباكات اندلعت الساعة السابعة صباحا، حيث تستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وذلك بعد ليل كان الهدؤ فيه نسبيا.
وكان قناصو "فتح الإسلام" قتلوا جنديا لبنانيا مساء الخميس، فيما نقلت تقارير أن الجيش اللبناني رد على محاولات تسلل للمسلحين بهجوم مباغت تمكن خلاله من السيطرة على مواقع جديدة متقدمة وعدد من المباني عند المدخل الشرقي للمخيم، وان خسائر كبيرة وقعت في صفوف المسلحين بين قتلى وجرحى.
ونقلت الوكالة الوطنية للأنباء أنه وللمرة الأولى، حلقت في أجواء المخيم طوافة "غازيل" عسكرية، فيما تفقد قائد الجيش العماد ميشال سليمان الوحدات العسكرية في محيط المخيم وفي طرابلس، وتعهد توقيف القتلة الذين اعتدوا على الجيش والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين وسوقهم الى العدالة، مؤكداً ان "دماء شهدائنا لا تخضع للمساومات."
وكانت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية قد نقلت عن مسؤولين اميركيين في واشنطن الخميس تأكيدهم وصول أول طائرة أميركية محملة بإمدادات عسكرية إلى بيروت في إطار الدفعة الثانية من الإمدادات الأميركية لتعزيز قدرات لبنان العسكرية. وشملت الشحنة الأخيرة من هذه الإمدادات ذخائر للدبابات والمدفعية
ونقلت وكالة "الأونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة أن 6000 عائلة فلسطينية نزحت من مخيم نهر البارد ولجأت بمعظمها إلى مخيم البداوي المجاور في طرابلس.
تأتي هذه التطورات الأمنية في وقت أقر فيه مجلس الأمن الدولي في جلسة علنية مساء الأربعاء، إنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مما قد يزيد من الاحتقان السياسي في البلاد بين صفوف المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله، والأكثرية النيابية الرافضة للتدخل السوري والإيراني في لبنان. التفاصيل.
وكان "حزب الله" أصدر الخميس بياناً اعتبر فيه القرار 1757 "تجاوزاً للدولة اللبنانية واعتداء على شؤونها الداخلية".
واتهم "فريق السلطة بتقديم خدمة جليلة الى الادارة الاميركية حيث وضع بين يديها ورقة سياسية يمكن ان تستعملها للضغط السياسي."
يُشار إلى أن الرئيس اللبناني العماد اميل لحود كان اجتمع الثلاثاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، حيث ناقش معه مبادرة لتأليف حكومة وحدة وطنية من ستة وزراء يمثلون الطوائف الرئيسية الستة، يشتمل برنامجها على إجراء الاستحقاق الرئاسي ضمن المهل الدستورية المحددة، وهي مبادرة لاقت ترحيب البطريرك.
var imgIndex = 0;
var imgArr = new Array();
موضوع: اشتباكات في محيط مخيم نهر البارد بشمال لبنان 
السبت يونيو 02, 2007 7:19 pm