وهي القمة الثالثة بين البلدين، منذ توقيعهما اتفاق الشراكة الاستراتيجية في ربيع 2001، ما يجعل الزيارة تكتسي طابعا خاصا، مع اقترانها بالحديث عن ملف التسلح الجزائري، وبقاء التعاون الغازي بين البلدين موضوع خلاف.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن الجزائر ستعيد لروسيا15 طائرة حربية من طراز "ميغ ـ29"، كانت تسلمتها من موسكو خلال سنتي 2006 و2007 ، مشيرة إلى أن التعاون العسكري بالذات يشكل أحد المحاور الرئيسية للزيارة الرسمية لبوتفليقة إلى موسكو.
كما يرتقب أن يتناول الرئيسان الجزائري والروسي مذكرة التفاهم "الفاشلة" بين المجموعة البترولية الجزائرية "سوناطراك" والمؤسسة الروسية "غاز بروم"، بسبب ما قيل إنها "مسائل خلافية" نجم عنها فشل "سوناطراك" و"غاز بروم" في تمديد شراكتهما الغازية التي أرعبت أوروبا في صيف 2006.
وكانت الجزائر أبرمت هذه الصفقة خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجزائر في مارس 2006 . وعزت الجزائر، حسب الصحيفة، مطلبها هذا إلى رداءة جودة بعض مكونات الطائرات المسلمة، وكون عدد منها اتضح أنه سبق استعمالها.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في شركة "ميغ" أن الجانب الروسي رفض هذه المآخذ رفضا قاطعا، معتبرا أنه لا أساس لها، لأن "هياكل الطائرات (المسلمة إلى الجزائر) صنعت في التسعينيات من القرن الماضي، وهذا مثبت في العقد المبرم بين الطرفين، لكن جميع المكونات والمعدات الأخرى حديثة ".
صفقة بمليار و286 مليون دولار
ولاحظت الصحيفة الليبرالية الواسعة الانتشار، في مقال تحت عنوان " الجزائر تسلم السلاح الروسي: صفقة بمبلغ مليار و286 مليون دولار مهددة بالإلغاء "، أن إعادة سلاح روسي بعد بيعه، يحدث للمرة الأولى في تاريخ التعاون العسكري التقني لروسيا مع بلدان أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في "الشركة الموحدة للصناعات الجوية الروسية" قوله إن المصلحة الفيدرالية المكلفة بالتعاون العسكري التقني في مؤسسة "روس أوبورن إكسبورت" المملوكة للدولة، والتي تعد المشرف الرئيسي على تصدير الأسلحة الروسية، وشركة "ميغ" وسلاح الجو الجزائري، وقعت، خلال الأسبوع الماضي، "اتفاقية رسمية" حول إعادة طائرات "ميغ" الـ15 من الجزائر إلى روسيا.
وأوضح المصدر ذاته أن إعادة هذه الطائرات ستجري خلال الأشهر القليلة المقبلة، مؤكدا أن الحديث لا يدور، حتى الآن، عن إلغاء صفقة التسلح بين روسيا والجزائر، حيث اقترح الجانب الروسي على نظيره الجزائري إمداده بطائرات "ميغ" أكثر تطورا (من طراز ميغ ـ29 إم2، بدل ميغ29 ـ سي إم تي، أو ميغ ـ35)، أو بمعدات عسكرية أخرى غير معدات الطيران.
وحسب الصحيفة، فإن قيمة مقاتلة واحدة "ميغ29 إم2" تزيد بنحو 5 إلى 10 ملايين دولار عن قيمة "ميغ29 سي إم تي".
ولم يستبعد المصدر ذاته احتمال زيادة عدد الطائرات الحربية من طراز "سوخوي 30 إم كا إي"، التي ستسلم للجزائر بموجب الصفقة المبرمة بين روسيا والجزائر في مارس 2006 . كما لم يستبعد احتمال بيع طائرات "ميغ" المعادة من لجزائر، إما إلى وزارة الدفاع الروسية أو بلد آخر، أو حتى إعادة إرسالها إلى الجزائر بعد "إدخال تحسينات عليها".
وكشفت الصحيفة أن الجنرال قايد صالح أجرى، في 6 فبراير، مفاوضات مع رئيس المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري التقني الروسي، ميخائيل دميترييف، وأن الجزائر اقترحت "إعادة الطائرات الروسية التي استلمتها الجزائر على وجه الاستعجال، على أساس اتفاق شفهي"، وقبل أن يبدأ بوتفليقة زيارته لموسكو، على أن توقع الوثائق ذات الصلة في وقت لاحق، وهو ما لم توافق عليه روسيا.
موضوع: الجزائر ستعيد لروسيا 15 مقاتلة 'فاسدة' من طراز 'ميغ 29' 
الثلاثاء يناير 27, 2009 5:05 pm