دفعت ممارسة الجنس الناقلة للأمراض في العديد من دول العالم إلى ابتكار أساليب جديدة، لمقاومة الجنس في وقت مبكّر، وذلك عبر الحفاظ على عذرية الفتيات. ومؤخرا أعلن نائب برلماني في أوغندا أنه سيقدم منحا تعليمية للطالبات اللواتي يحافظن على عذريتهن.
ويتزامن ابتكار أساليب جديدة لمقاومة "فض البكارة" مع تنوع فنون "فقدان العذرية" حيث تشكلت في بعض البلدان أعراف وتقاليد خاصة بهذا الشأن تشمل الذكور والإناث معا.
"أرض الصابون" الجنسية
نشأت في بلدان آسيوية وإفريقية "ثقافات خاصة محلية" حول كيفية دفع الشاب وهو في مقتبل العمر إلى ممارسة الجنس، وهذا ما شكل قلقا من مخاطر انتقال الأمراض لهؤلاء الشباب.
في الهند، يصطلح أبناء هذا البلد على الشاب ابن 17 عاما أنه "فقد عذريته" عندما تدفعه العائلة لممارسة الجنس مع قريبات له أكبر منه في السن. وأما في رومانيا، تقوم الأم بترتيب أول ممارسة جنسية لانها مع إحدى بنات الجيران التي تكبره سنا أيضا.
وينتشر تقليد آخر أيضا في اليابان عندما تقوم امرأة متخصصة، في محلات خاصة يطلق عليها "أرض الصابون"، بتهييج شاب في مقتبل العمر عبر استخدام الصابونة، وبعد ذلك تستمر معه دون استخدام الصابونة، لتكون هذه التجربة الجنسية الأولى لهذا الفتى.
كما درج العريس أيضا في بعض البلدان الإسلامية على لقاء زوجته فيما يعرف بـ"ليلة الدخلة" وبعد ذلك يخرج منديلا مبتلا بالدماء ليريه لضيوف الزفاف دليلا على "فحولته" و"فقدان زوجته عذريتها".
مكافحة فض العذرية
ومن ناحية ابتكار أساليب جديدة لوقف "فض العذرية" مبكرا، وجدت الطالبات في أوغندا فرصة جديدة لمتابعة التحصيل العلمي مجانا ولكن شريطة المحافظة على عذريتهن. حيث تعهد أحد أعضاء البرلمان الأوغندي بتقديم منح دراسية جامعية إلى طالبات المدارس في حال غادرن المدرسة وهن محافظات على عذريتهن.
وقال عضو البرلمان الأوغندي سليمان مادادا، في تصريحات صحفية لصحيفة "New Vision" الحكومية، إن أي فتاة في مقاطعته راغبة بمتابعة تحصيلها العلمي من خلال مشروع خاص، سوف تخضع لفحص طبي للكشف على عذريتها. لكن هذا العرض لم يقدم إلى الفتيان في أوغندا.
ومعروف عن سليمان مادادا ، في بلاده ، ميله نحو مجتمع "سليم من الناحية الصحية"، خاصة وأنه دعا العائلات الأوغندية للإعتناء بأبنائها من خلال توعيتهم بمخاطر مرض الإيدز الناجمة عن الممارسات الجنسية.
وتعتبر أوغندا مركز انتشار وباء الإيدز في العالم، إلا أن الحكومة تسعى لمحاربته من خلال حملات توعية مستمرة ساعدت في تخفيض الإصابات إلى 6 % بعد أن كان يشكل 30% في بعض المناطق بداية تسعينات القرن الماضي.
وتصنف أوغندا بأنها من أكثر بلدان العالم التي تفقد فيها الفتاة عذريتها مبكرا إلى درجة أن السيدة الأولى في هذا البلد طالبت بإحصاء رسمي لمعرفة نسبة الأشخاص "الذين لم يمارسوا الجنس".
وأما مقاطعة النائب مادادا Kayunga، فتشهد نسبا مرتفعة من الإصابات بمرض الإيدز حيث وصلت إلى 80% في بعض العائلات بمعدل فقدان شخص من كل عائلة من جراء هذا المرض.
فحص العذرية
ومن الأساليب المبتكرة أيضا لمحارية "فض البكارة" قبل الزواج قيام حكومات عديدة حول العالم بتشريع قوانين تخضع الفتيات "لفحص العذرية" وذلك لقطع الطريق على انتشار مرض الإيدز.
وهذا ما دعا إليه أحد السياسيين في جنوب إفريقيا مطالبا بإخضاع الفتيات لهذا النوع من الفحوص بحيث تستلقي الفتاة على فراش وتأتي امرأة متخصصة للكشف على عذريتها، وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان تلك المبادرات واعتبرتها "خرقا لحقوق الإنسان".
تجدر الإشارة إلى أن "فقدان العذرية" في وقت مبكر عند الفتيات صار قضية مثيرة للجدل أيضا في الدول المتقدمة؛ حيث كشفت دراسات عديدة عن فقدان 56% من الفتيات الأمريكيات من عمر 18 عاما لعذريتهن وهذا ما جعل الولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى بين الدول الصناعة من حيث تحقيق أعلى نسبة حمل وسط الفتيات المراهقات.
وتوضح الإحصائيات أيضا أن 12 % من هؤلاء الفتيات المتعلمات، وهن في سن 18 عاما، أقمن علاقات جنسية و 15 % أنجبن من جرّاء هذه العلاقات وفي هذا العمر.
حزام العفّة
وتنتشر في البلدان الغربية منذ زمن طويل أحزمة خاصة للحفاظ على عذرية الفتاة بحيث يحميها من حالات التحرش والإغتصاب أثناء ضعفها. و"حزام العفة " هذا له مفتاح يمكّن مستخدمته من قفل الحزام وثم وضع المفتاح في المنزل قبل خروجها بحيث يصعب فتح الحزام المحيط بأعضائها الجسدية.