كيف تحبين طفلك حبا عمليا؟

إن معظم الأهالي يصرفون المجهود والمال الكثير لتوفير الألعاب باهظة الثمن والمأكولات الشهية ووسائل الترفيه المتنوعة اعتقادا بأن ذلك سيظهر محبتهم لطفلهم، بينما تشير الدراسات وتؤكد أن محبتنا تظهر لأولادنا من خلال اتصالنا بهم بصريا وجسديا ومن خلال الانتباه الذي نقدمه لهم، وهذا بدوره سيوطد العلاقة التي نحن معنيين ببنائها. في حياتك اليومية تستطيعين إظهار محبتك لطفلك من خلال:
أولا: بواسطة الاتصال البصري وهذا يعني أن تنظري إلى عيون طفلك نظرة محبة ودفء وقبول. إن الاتصال البصري هو أحد المصادر التي تعتمد في رعاية الطفل عاطفيا. ولسوء الحظ قد غلب على المعظم استخدام هذه الوسيلة لتوصيل الأوامر والتعليمات وكأداة نقد وتأديب نحو أولادنا، وهذا خطأ هادم إن كان فقط هذا هو الاستخدام.
حاولي استخدام عيونك للتعبير عن حبك وقبولك له، فعلى سبيل المثال وأنت تلاعبينه وأنت تضحكين معه، تحدثينه وتحاورينه أو تقرئين له قصة، حاولي انتهاز هذه الأوقات الجميلة لتبعثي له نظر محبة وقبول. وإليك الطريقة الصحيحة للقيام بذلك: يجدر بك أن تنحني إلى مستوى قامة طفلك، لذا اجلسي أو اركعي، وثم انظري إلى عينيه فإن هذه الأمر على جانب كبير من الأهمية. فإنه يشعرك أنك في مستواه وتفهمينه، وعندما تعانقيه أو تقبليه حاولي أن تبادليه النظر. أحيانا قد لا ينظر هو إلى عينيك عندها اطلبي أنت منه ذلك ودربيه.



ثانيا: يظهر من خلال الدراسات أن أقوى وسيلة ناجحة لتوصيل حبنا للطفل هو الاتصال الجسدي، غير أن الباحثين يبينون أن الآباء والأمهات يلمسون أطفالهم عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك، وهذا مؤلم ومحزن جدا لأن الطفل يحتاج إلى الاتصال الجسدي البدني على نحو مستمر، مثل اللعب بالشعر أو التدليك الجسدي، وإن كان أكبر سنا فإن مسك اليد أو وضع ذراعك على كتفه، والجلوس بجانبه عند مشاهدة التلفاز. ومن المؤلم جدا أن بعض الأهل لا يستعملون التلامس الجسدي إلا عند العقاب البدني.
ثالثا: إعطاء الانتباه والوقت المميز: وليس هذا عملا سهلا إذ يحتاج إلى التضحية أحيانا وترك أمور يستمتع الوالدين بالقيام بها كقراءة كتاب أو مشاهدة التلفاز، أو القيام بالزيارات العائلية، وهذا الوقت الذي تمنحينه لطفلك يشعره دون شك أنه محبوب حبا جما، وقد يكون هذا الأمر صعبا على الأمهات العاملات بينما أسهل على ربات البيوت المتواجدات دائما مع أطفالهن، وبعض الأمهات يكتفين بإحضار الألعاب والحلوى والمثلجات كتعويض عن غيابهن عن أطفالهن أو عدم الاهتمام الكافي بهم، وكل ما يحتاجه الطفل هو نوعية الوقت الذي تمضينه معه والعمل على إيجاد وقت مميز وممتع يجمعك بطفلك، والتركيز على حاجاته العاطفية بنفس الأهمية لحاجاته الفسيولوجية.

ننصح كل أم وكل أب أن يراجع نفسه ويحاول اتخاذ خطوات عملية لتعويض طفلك عما مضى، وخصوصا إذا كان محروما من هذه التغذية العاطفية. حاولي أن تكوني أما مبتكرة وخلاقة في أفكارك وحلولك.